منتخب ساحل العاج

وأخيرا، يمكن لساحل العاج أن تفخر بشيء آخر في كرة القدم عدا إنجاز رفاق جويل تيهي وآلان غواميني الفائزين بكأس إفريقيا 1992 أمام غانا، وهو آخر ظهور قوي لهذا البلد في القارة الإفريقية.
وتكمن اهمية الإنجاز العاجي كونه من صنع عدد من اللاعبين المغتربين والذين يلعبون في اوروبا في وقت تجرى المنافسات المحلية أمام مدرجات فارغة، ودون لاعبين على المستوى الكبير.
وفي الوقت الذي تشتد فيه الأزمة السياسية ويتوجه البلد نحو الانقسام، نجح منتخب "الفيلة" في التأهل لنهائيات كأس العالم في المانيا للمرة الاولى في تاريخه.
ويبدو ان القائمين على منتخب ساحل العاج لايريدون فقط من كاس العالم المشاركة انما ترك بصمة على غرار ما فعلت الكاميرون ونيجيريا والسنغال سابقا ومن اجل ذلك وضع المدرب الفرنسي هنري ميشال خطة طموحة تتمثل باللعب مع منتخبات عريقة.
عموما لايمكن التكهن بما سيفعله المنتخب العاجي في المانيا ولكن لايمكن ايضا ان نعتبره لقمة سائغة لاسيما مع وجود هنري ميشال والذي سبق وقاد المنتخب الفرنسي في مونديال 1986 في المكسيك وحلت ثالثة ثم قاد المنتخب الكاميرون في مونديال 1994 في الولايات المتحدة الامريكية والمغرب في مونديال 1998 في فرنسا
وبامكان ميشال الاعتماد على كوكبة من النجوم وفي مقدمتهم هداف تشلسي الانكليزي ديدييه دروغبا.
ولاتقتصر الكتيبة العاجية على دروغبا فهناك ايضا الحارس جان جاك (الترجي التونسي) والمدافعان كولو توري وايمانويل ايبوي (ارسنال الانكليزي) وكابولو زورو (ميسينا الايطالي ) وديديه زاكورا (سانت اتيان الفرنسي) وبونافنتور كالو (سان جرمان الفرنسي) وكريستيان مانفريدني (لاتسيو الايطالي) ودكيل غابي (بوروسيا دورتموند الالماني ) وارونا ديندان (اندرلخت البلجيكي) وارونا كون (رودا الهولندي )

هنري ميشال

عاش هنري ميشال لحظات متفاوتة في نهائيات كأس العالم التي سيتواجد فيها للمرة الرابعة كمدرب من خلال قيادته المنتخب العاجي.

لقد عاش ميشال ابهى وأزهى اللحظات من خلال قيادته منتخب بلاده الى نصف النهائي عام 1986 في المكسيك، وعاد ليعيش كابوسا مخيفا في مونديال 1994 بخروجه المذل من الدور الاول عندما كان يشرف على تدريب المنتخب الكاميروني، قبل ان يقود المغرب الى النهائيات عام 1998 في فرنسا وخرج من الدور الاول لكن هذه المرة بشرف لان المغرب قدم عرضا جيدا وكان قاب قوسين او ادنى من التأهل الى الدور الثاني.

وكان هنري ميشال قاب قوسين او ادنى من التواجد في المونديال للمرة الرابعة عندما عين على رأس الادارة الفنية للمنتخب التونسي لكنه اقيل من منصبه قبل أشهر قليلة من مونديال كوريا الجنوبية واليابان معا.

مسيرة هنري ميشال كلاعب قضاها مع فريق نانت من 1966 الى 1982، وساهم بشكل كبير في احرازه قب بطل الدوري الفرنسي اعوام 1973 و1977 و1980، وكأس فرنسا عام 1979، ووصيف بطل مسابقة الكأس عامي 1970 و1973.

فرض هنري ميشال نفسه كأحد افضل اللاعبين في فرنسا اواخر الستينيات وفي السبعينيات وتميز باناقته في اللعب وفنياته فلم يتأخر مدرب المنتخب الفرنسي انذاك في توجيه الدعوة اليه للعب مع المنتخب الفرنسي وخاض معه 58 مباراة دولية سجل خلالها 4 اهداف. شارك مع منتخب بلاده في مونديال الارجنتين لكنه لم يسجل اي هدف.

اعتزل هنري ميشال اللعب عام 1982 وقرر دخول عالم التدريب فكانت البداية مع منتخب بلاده الاولمبي عام 1982 وقاده الى احراز ذهبية دورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في لوس انجليس الاميركية.

وأشرف هنري ميشال بعد ذلك على تدريب باريس سان جرمان لموسم واحد دون ان يحقق نجاحا (1990-1991).

وانتقل هنري ميشال الى تدريب الاندية وتعاقد مع النصر السعودي عام 1995، ثم عاد بعدها لتدريب المنتخبات من خلال تعاقده مع المنتخب المغربي في العام ذاته. ودرب هنري ميشال الامارات بيد ان شعر العسل بين الطرفين لم يستغرق سوى عاما واحدا (2000-2001) حيث اقيل من منصبه ليدرب اريس سالونيك اليوناني من تموز/يوليو الى تشرين الثاني/نوفمبر 2001.

ولانه يحب المغرب كثيرا عاد هنري ميشال الى العاصمة الرباط وقضى فيها نحو عام قبل ان يعينه الرجاء البيضاوي المغربي على رأس الادارة الفنية لفريقه في آذار/مارس 2003 خلفا للبلجيكي فالتر ميوز وقاده الى المركز الثاني في الدوري واحراز لقب كأس الاتحاد الافريقي في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 على حساب جوليوس بيرغر النيجيري والى الدور المغربي عام 2004، انتقل بعدها الى تدريب ساحل العاج.