حكمه اليوم
الغضب : ريح قوية تطفيء مصباح العقل (السلام عليكم ورحمه الله وبركاته)
إنسانية الرسول " صلى الله عليه وسلم "
· اهدي لكم نموذجا فريدا وطأ الأرض , وهو خير من وطأ الأرض اقدم لهم شيئا يسيرا من حياة رسول الإنسانية ومعلم البشرية – صلى الله عليه وسلم .
· الذي رفع عن كاهلها أصرها والأغلال التي كانت عليها يوم أعلن للبشرية , " أن أكرمكم عند الله اتقاكم "
· يوم أزاح عن القلوب الحسد والحقد وغرس فيهم الحب حتى في الجماد , قال صلى الله عليه وسلم عن جبل أحد : " أحد جبل يحبنا ونحبه "
· يوم أعلن التسامح والعفو عن الكائدين حين قال : " اذهبوا فانتم الطلقاء " .
· يوم ذكر أن الرفق شيء من الدين حتى مع الحيوان , فذكر أن أمراه دخلت النار بسبب هره حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .
· يقول الحق تبارك وتعالى : " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين " .
· لقد أرسل الله عز وجل نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – لينير بهدايته حياة الإنسانية الحالكة , ويعلم الناس أرقى نظم الاجتماع , واعظم قوانين الهداية وقوانين المساواة وهو ينكر جهالته .
· كان العالم في ذلك الوقت كالمريض الذي اصطلحت عليه الأمراض , فهو يشكو من كل شيء , يشكو من جفاف الروح , فعاطفته الدينية لم تجد بللا في عبادة النار أو الشمس أو الأصنام , حتى أهل الكتاب حرفوا الكلم عن مواضعه و استباحوا حقوق الإنسان وأمواله وقالوا : " ليس علينا في الأميين سبيل "
· كان العالم في ذلك الوقت يشكو من قسوة الضمير لأنه كان يحكم بشريعة الغاب الكبير يأكل الصغير والقوى يفتك بالصغير ويخضع للطبقات الجائرة .
· كان العالم آن ذاك يفتقر إلى المثل العليا والمبادئ السامية , فالحر يه والمساواة والإضادة والتكافل إلى أخر هذه المعاني كانت ألفاظا فقدت معناها من طول ما حرم الناس من مشاهدتها .
· فكانت إنسانية الرسول – صلى الله عليه وسلم – الوحيدة التي وجدت فيها ضالتهم التي عنها يبحثون واليها يفتقرون حتى قل أحد الفلاسفة : " أن رجلا كمحمد , في صدق ما ادعاه , ودعا إليه , لو تسنى له أن يتسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم النجاح في حكمه ولقاده إلى النجاح والظفر ولحقق له السلام والسعادة المنشودة "
· وتعالوا نعيش مع بعض مواقف الإنسانية في حياة رسول الأمة والأخلاق – صلى الله عليه وسلم .
إنسانية الرسول وحبه للأولاد وحبه لأهله :
· فكان يحمل الأولاد على صدره , ويداعبهم ويقبلهم , وكان إذا سمع بكاء أحد منهم وهو يصلي أسرع في صلاته .
ورأى بعض الصحابة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو يقبل الحسين فقال أحدهم يا رسول الله : أن لي عشره من لاولاد ما قبلت احدا منهم قط فقال :" انه من لا يترحم لا يرحم " .
· ورأى بعض الأولاد يلعبون ويتسابقون فجرى معهم ليدخل السرور في نفوسهم .
· ولما علم أن بعض أولاد غير المسلمين قتلوا في أحد المعارك حزن حزنا شديدا .
· وكان عليه الصلاة والسلام مثلا للزوج الوفي , فكان إذا ذبح شاة يهدي صديقات خديجه .
· وقال – صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي " .
إنسانية الرسول مع أصحابه :
· كان – صلى الله عليه وسلم – يرعى أبنائهم , ويحمل أولادهم الصغار على صدره الشريف وكان يشتري حاجات أصحابه بنفسه .
· وكان إذا سافر عاونهم في السفر فيمشي أحيانا ويركب أحيانا .
· وكان يعاونهم في حفر الخندق فيحمل الحجر معهم بل كان الصحابة يحملون حجرا حجرا وهو يحمل جحرين وكان ينشد معهم ويحمسهم .
· وقال – صلى الله عليه وسلم : " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي , فمن احبهم فبحبي احبهم , ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى الله , ومن أذى الله فيوشك أن يأخذه " . ومن إنسانية الرسول حبه للخدم :
· كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحب الخدم والعمال , ويعاملهم معامله طيبه , فكان يأكل مع الخدم ويوصي بهم خيرا وكان يقول : " هم إخوانكم وخولكم , جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس , ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم " .
· حتى أنس بن مالك وقد خدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشرة سنوات قال : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجه فخرجت , حتى أمر على الصبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد قبض بقفاي من ورائي , فنظرت إليه , وهو يضحك , فقال : يا أنس , اذهب حيث أمرتك , فقلت : نعم . أنا ذاهب يا رسول الله , فقال أنس : والله لقد خدمت النبي – صلى الله عليه وسلم – عشر سنين , ما علمته قال شيء : لم فعلت كذا و كذا ؟ أو لشيء تركته , هلا فعلت كذا وكذا .
إنسانية الرسول في الحروب :
· كان – صلى الله عليه وسلم – في حروبه متمثلا بإنسانيته العظيمة فكان يوصيهم بعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ : " لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرءه " .
· وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضا : " غزوا في سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله , اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع " . ·
وللنظر إلى البلدان التي دخلها العرب المسلمون فاتحين هداة مصلحين حيث كانت الرحمة والعدالة والرفق والإنسانية تصحبهم أينما حلوا أو ساروا . فلم يستعبدوا احدا منهم ولم ينهبوا خيرات بلدهم ولم يسفكوا دماءهم لانهم كانوا دعاة إنسانية وحملة رسالة .
· وأما البلاد التي غزاها الاستعمار الغربي قديما وحديثا فقد وظف شعوبها لخدمه مصالحه الاستعمار ونهب خيراتها وثرواتها وحكمها بالحديد والنار واعمل فيها حمامات الدم الغزيرة وارتكب مجازر بشريه رهيبة وهذا كله ينطبق على ما يفعله اليهود الطغاة بشعب فلسطين الحبيبة.
من إنسانية الرسول دعوته إلى مكارم الأخلاق :
· قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولاتساع فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاة ويأتي وقد اسلم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قيل أن يقضي ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " .
· ذلك الحديث العظيم يعني أن جوهر الإسلام الحنيف ولبابه مكارم الأخلاق والسلوك القويم والعمل الطيب المثمر , فدين المرء أخلاقه وأعماله ولا دين ولا أيمان لمن لا أخلاق له .
_ قال الشاعر : " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا "_
وقال أيضا : صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم "